عندما تُشاهد صرصوراً في منزلك، فلا تستعجل في تفريغ
علبة المبيدات كلها بالرش عليه وعلى جدار وهواء منزلك، وإنما فكر من الآن في نتيجة
عملك هذا، وماذا ستفعل هذه المبيدات التي ستصبح جزءاً من بيئة مَنزلكَ بِكَ أولاً،
وبأطفالك، قبل أن تقتل هذه الحشرة وتقضي عليها.
فالدراسات الحديثة تشير إلى أن هذه المبيدات التي
تستخدمها الآن بطريقةٍ عشوائية وبأحجامٍ كبيرة لا تتناسب مع حجم الضرر الناجم عن
بعض الحشرات، فإنها لا تؤثر عليك فحسب، وإنما يمتد تأثيرها إلى الأجيال اللاحقة من
بَعْدكْ، أي أن هذا العمل البسيط الذي تقوم به يومياً والذي يتمثل في رش الحشرات
بالمبيدات سيرجع إليك، ثم إلى أبنائك وإلى أحفادك من بعدك، وسيسبب لهم الأمراض
والعلل المستعصية والمزمنة التي نحن في غنى عنها.
وآخر هذه الأبحاث تلك المنشورة في يوليو من العام الجاري
في مجلة بلس وان(PLOS ONE) حول تأثير التعرض للمبيدات الحشرية، وبالتحديد
الميثوكس كلو(methoxychlor) على الأجيال المستقبلية، حيث أكدت الدراسة على
أَنَّكَ إذا تَعرضتَ اليوم للمبيدات، فإن أبناءك وأحفادك قد يصابون بأمراض مزمنة،
حتى ولو لم يتعرضوا هم أنفسهم للمبيد، حيث إنها تتراكم في أعضاء جسمك وتنتقل من
جيلٍ إلى آخر، ومن أخطر هذه الأمراض داء البدانة وزيادة الوزن والذي تحول إلى
وباءٍ عام في الكثير من المجتمعات الحضرية في الدول الصناعية الغربية والدول
النامية الشرقية، وبعبارة أخرى فإن هذه الدراسة استنتجت بأن تأثير هذا المبيد
الحشري يتعدى الجيل الواحد، وقد تصل أضراره إلى أجيال أخرى تمتد إلى ثلاثة أجيال.
وجدير بالذكر فإن هذا المبيد الحشري المعروف تحت عدة
أسماء منها كيمفورم، أو ميثيكسو، أو موكسي، فقد تم استخدامه منذ عام 1948 كبديل آمن عن
الـ دي دي تي المعروف بسميته الشديدة للإنسان والحياة الفطرية، واستعمل في رش
المحاصيل الزراعية والحيوانات، ولكن مَنَعتْ أمريكا استخدامه في عام 2003 بعد أن
اكتشفت سميته للإنسان، ولكن بالرغم من هذا فإنه مازال شائع الاستخدام في المكسيك
ودول أمريكا الجنوبية.
ولذلك إذا أَردتَ أن لا تَـجْني على أولادك وأحفادك
فتُصَدِّر وتُورث لهم الأمراض والأسقام، فتَجنبَ استعمال المبيدات، وإذا أردت أن
يتمتع نَسلُك من بعدك وذريتك بالرشاقة والجسم السليم والجميل فعليك أن تبتعد عن
المبيدات كبعد المشرق عن المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق