الاثنين، 21 مارس 2016

جُونْسون و جونسون


عندما قرأتُ مؤخراً الخبر عن شركة جونسون وجونسون(Johnson & Johnson)، تذكرتُ المقال الذي نشرته في السادس من ديسمبر 2011 تحت عنوان:" شمبو جونسون وجونسون"، حيث جاء فيه أن بعض جمعيات حقوق المستهلك والجمعيات البيئية والطبية في الولايات المتحدة الأمريكية دعت إلى مقاطعة هذا شمبو جونسون وجونسون لاحتوائه على مركبات كيميائية شديدة السمية للإنسان، وبخاصة للأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من ضعف في الجسم والمناعة الطبيعية.

 

فبعد إجراء تحاليل مخبرية للشمبو ومنتجات أخرى للشركة، تأكد بأنها تحتوي على مستويات منخفضة من مادتين سامتين تسببان السرطان للإنسان. أما المادة الأولى فهي مركب عضوي يحتوي على النيتروجين والكلور، ويُطلق عليه اسم الكويتوريم-15(quaternium-15)، وهي عبارة عن مركبٍ يعمل كمادة حافظة ومعقمة تقتل البكتيريا والجراثيم الأخرى وتوضع في المنتجات التجميلية ومنتجات التبرج والزينة، ولكن ينبعث منها مركب يسبب السرطان للإنسان هو الفورمالدهيد(formaldehyde). والمادة الثانية فهي مركب كيميائي خطر جداً ومسرطن يعرف بالديكسين(1,4-dioxane).

 

وقد اعترفتْ جونسون و جونسون بوجود هاتين المادتين، وأكدت إلى أنها قد صَنَعتْ مُنتجات أخرى بديلة، ولكنها أغلى سعراً ولا تحتوي على هذه السموم، وأَطلقت عليها بمنتجات جونسون الطبيعية، مما يعني في تقديري أن المنتجات العادية التي تصنعها، والأقل سعراً مازالت تحتوي على هذه المواد المسرطنة.

 

واليوم وبعد أكثر من خمس سنوات تُطالعنا وسائل الإعلام بخبرٍ مؤسف آخر يخص هذه الشركة العملاقة المشهورة ويؤكد أن مُنتجاً آخر للشركة يسبب السرطان للإنسان. فقد أَمَرتْ محكمة في مدينة سينت لويس(St. Louis) بولاية ميسوري الأمريكية بتغريم الشركة 72 مليون دولار للعائلة المنكوبة التي كانت تعيش في مدينة بيرمينجهام(Birmingham) بولاية ألباما، والتي فقدت أمها وزوجها بسبب الإصابة بسرطان المبيض نتيجة للتعرض لمنتجات الشركة الخاصة بمساحيق الأطفال(بيبي بوْدَر) وغيرها، والتي تحتوي على مسحوق تالك(talc)، أو مسحوق تالكيم( talcum powder)، حيث إن الشركة لم تحذر المستهلكين بالأضرار الصحية والبيئية التي تنجم عن استعمال هذا "البودر"، بالرغم من عِلْم الشركة منذ الثمانينيات من القرن المنصرم بمخاطر استخدام هذا المنتج على الإنسان، وأنه كان في السنوات الماضية، وليس الآن، يحتوي على مادة الأسبستوس "المسَرطِنة".

 

وهذه الحالة تُعد أول مثالٍ على حكم القضاء لصالح المستهلكين في مثل هذه القضايا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك الآن عشرات الآلاف من القضايا المشابهة المرفوعة ضد جونسون وجونسون في أمريكا وخارجها وفي انتظار اصدار الأحكام.

 

فمثل هذه القضايا تؤكد لي أن هذه الشركات العملاقة لا تَرقُب في المستهلكين إلا ولا وذمة، فلا يهمها صحة الإنسان أو سلامة بيئته، فهدفها الربح السريع والكبير على حساب كل شيء آخر.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق