الثلاثاء، 8 مارس 2016

حَلْ لندني لمواجهة تلوث السيارات


تفاقمت قضية تلوث الهواء من السيارات في لندن إلى درجةٍ أصبحت لا تحتمل ولا يمكن الصبر عليها أكثر، بحيث إن شارع أكسفورد المعروف عند الناس بأكسفورد ستريت والمشهور بأنه القلب التجاري النابض بالحياة في لندن قد نال وساماً دولياً لأكثر الشوارع تلوثاً، فقد أصبح أكسفورد ستريت  من أشد الشوارع تشبعاً بالملوثات السامة والقاتلة، وبالتحديد الدخان أو الجسيمات الدقيقة وأكاسيد النيتروجين. وعلاوة على هذه المشكلة البيئية الصحية التي تواجهها لندن، فإن محاكم الاتحاد الأوروبي تُطارد العاصمة البريطانية وتلاحقها منذ أكثر من عشر سنوات لتجاوزها المعايير والمواصفات الخاصة بجودة الهواء للاتحاد الأوربي، وفَرَضت عليها غراماتٍ عالية جداً لعدم توافقها والتزامها بهذه المعايير.

 

ولذلك تحاول لندن التشبث بأية وسيلة أو طريقة تُقلل من انبعاث الملوثات من عوادم السيارات وتخفف من حدة الضرر الذي لحق بنوعية الهواء الجوي وبصحة الناس، وتجنبها شبح الوقوع في دفع الغرامات المالية التي تُرهق كاهل ميزانيتها. ومن أحدث الخطط والوسائل التي صرح بها عمدة لندن بوريس جونسون(Boris Johnson) في 12 فبراير من العام الجاري لمواجهة هذا التحدي البيئي الصحي والاقتصادي هي دعوة سواق السيارات والشاحنات إلى إطفاء محرك السيارة عند وجود الازدحامات المرورية في الشوارع وتَوقُف السيارات عن الحركة، أو عند التوقف كلياً أمام الإشارات الضوئية والدوارات.

 

ومن أجل تنفيذ هذه الخطة، جَنَّدت لندن متطوعين ونشطاء بيئيين لنشر الوعي بين السواق حول أهمية تطبيق هذا الإجراء، وتثقيفهم بالمردودات الإيجابية التي تنعكس على أمن البيئة، وبخاصة نوعية الهواء الجوي وعلى صحة المواطنين أنفسهم، إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة السلوكيات السليمة المتعلقة بالصيانة الدورية للسيارات وكيفية السياقة الرشيدة.

 

وهذا الإجراء "الجديد" الذي توصلتْ إليه لندن الآن قد اقترحته منذ زمنٍ طويل على المواطنين في البحرين وكتبتُ عنه في عمودي الأسبوعي قبل أكثر من عشر سنوات تحت عنوان: "أوقفوا سيارتكم"، وهذا المقال منشور أيضاً في كتابي الذي صدر عام 2005 تحت عنوان: "رحلتي مع البيئة".

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق