السبت، 3 ديسمبر 2011

علماء تغير المناخ يُواجهون اختبار كشف الكذب


بعض علماء التغير المناخي، وبالتحديد الذين قاموا بدراسات ميدانية في قضية موت الدب الأبيض الذي يعيش في المناطق القطبية الشمالية، عليهم الآن مواجهة امتحان النزاهة في أبحاثهم من خلال جهاز كشف الكذب، وما يعرف باختبار الكذب(polygraph test).

فاستناداً إلى تحقيق صحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن الذين قاموا بكتابة التقرير المنشور عام 2006 حول موت أعداد من الدب الأبيض في القطب الشمالي والمخاطر التي تواجه الدب الأبيض بسبب التغير المناخي، عليهم الجلوس أمام الجهاز بسبب بعض الاتهامات ضد كاتب التقرير من قبل وكالات الحكومة الأمريكية الاتحادية، وبالتحديد وزارة الداخلي .

وهذه الإجراءات القضائية المشككة لمصداقية محتوى التقارير حول تداعيات التغير المناخي لم تأت من فراغ، ولكن جاءت كردة فعل على التقارير السابقة التي نُشرت حول هذه القضية، وبخاصة التقرير الرابع المنشور عام 2007 من الهيئة شبه الحكومية حول التغير المناخي والتابعة للأمم المتحدة والتي أدت بعد سنوات إلى فضيحة دولية أُطلق عليها إعلامياً بالمناخ جيت(climategate) في 17 نوفمبر 2009، حيث احتوى التقرير على العديد من الأخطاء والتوقعات العلمية غير الدقيقة في مجال التغير المناخي. فقد جاء في الفصل العاشر من التقرير: “الجبال الثلجية في منطقة الهيمالايا تنخفض مساحتها أسرع من المناطق الأخرى في العالم، وإذا استمر هذا الانخفاض على الدرجة نفسها، فإن هناك احتمالاً كبيراً في أنها ستختفي عند عام 2035، وربما قبل ذلك إذا استمر الارتفاع في سخونة الأرض”.

وقد اعترف المعنيون بهذه التوقعات المبالغ فيها عبر النشرة الإعلامية التي وُزعت على وسائل الإعلام من الهيئة شبه الحكومية حول التغير المناخي في 20 يناير 2010، حيث أكدت النشرة بأن “التقديرات حول سرعة انخفاض الثلوج في الهيمالايا لا أساس لها من الصحة، وأنها غير مؤكدة علمياً، وأن الهيئة تتأسف من وقوع هذا الخطأ المحرج”.

فهذه الظاهرة التي نراها أمامنا اليوم من التشكيك في مصداقية بعض التقارير والدراسات العلمية حول التغير المناخي، تؤكد الصراع العلني الذي يدور في كافة اجتماعات ولقاءات المجتمع الدولي حول التغير المناخي وتداعياته وسبل وأدوات التصدي له ومعالجته.

فهناك المشككون لواقعية التغير المناخي ودور الإنسان ودرجة مساهمته في رفع درجة حرارة الأرض، وهناك المؤمنون بأن للإنسان الدور الرئيس في هذه الظاهرة المناخية، وهناك الوسطيون والمعتدلون الذين يعتقدون بواقعية التغير المناخي، ولكن يتساءلون عن درجة مساهمة أنشطة الإنسان في رفع درجة حرارة الأرض وحدوث التغير المناخي مقارنة بالتغير الطبيعية الدورية التي تحدث للمناخ على المستويات الإقليمية والدولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق