الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

ممارسة الرياضة في الشوارع

اتصل بي بعض الأخوة الذين يمارسون رياضة الجري على أرصفة الشوارع الرئيسة، يتساءلون عن الأضرار الصحية التي قد تنجم عن العدو في الشوارع المكتظة بالسيارات نتيجة للتعرض للملوثات الناجمة عن عوادم هذه السيارات.

الجواب على هذا السؤال حصلت عليه من دراسة أجريت مؤخراً في جامعة أدنبره الاسكتلندية(Edinburgh University) وجامعة أوما الأمريكية(Umea University) ونُشرت في مجلة نيو انجلند الطبية(New England Journal of Medicine). هذه الدراسة كانت حول علاقة تلوث الهواء، وبالتحديد تلوث الهواء من سيارات الديزل بأداء القلب وكمية الأكسجين المتوافرة للقلب أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

فقد توصلت هذه الدراسة، ودراسات أخرى مشابهة إلى العديد من الاستنتاجات، من أهمها ما يلي:
أولاً: مرضى القلب الذين يتعرضون لدخان سيارات الديزل أثناء التمارين الرياضة تزيد عندهم الآثار الصحية السالبة على القلب، والمتمثلة في زيادة الضغط والإجهاد أكثر بثلاث مرات من مرضى القلب الذين يمارسون الرياضة نفسها في جو صحي نظيف.

ثانياً: الإنسان الذي يمارس الرياضة في جوٍ ملوثٍ بدخان السيارات تنخفض عنده مستويات البروتين في الدم الذي له علاقة بمنع تكوين تخثر وتجلط الدم مقارنة بالذين يمارسون هذه الرياضة في جوٍ نظيف. أي أن الرياضة بالقرب من عوادم السيارات تجعل الإنسان تحت ظروفٍ بيئية فيها إجهاد وضغط أكبر على القلب فيكون أكثر عرضةً من غيره بالإصابة بالجلطة أو السكتة القلبية.

ثالثاً: أشارت هذه البحوث أن الرياضي يعاني من التأثيرات الصحية العكسية لتلوث الهواء حتى بعد ست ساعات من توقف التعرض لهذه الملوثات.

فهل هذه النتائج تعني التوقف عن ممارسة الرياضة في الشوارع؟

إن الايجابيات التي تنجم عن مزاولة التمارين الرياضية بشكلٍ عام على صحة القلب والجهاز التنفسي كبيرة ومعروفة، ولذلك فإن النتيجة النهائية هي الاستمرار في أداء التمارين الرياضة، ولكن محاولة تجنب الشوارع التي تكثر فيها السيارات، أو تجنب الأوقات التي تزيد فيها الكثافة المرورية في هذه الشوارع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق