الأحد، 11 ديسمبر 2011

هل الحياة الفطرية تَعرِف الغَيْب؟

هل الكائنات الحية التي تعيش معنا تعلم الغيب؟

أي بعبارة أخرى، هل هذه الكائنات لها قدرات ومواهب خارقة غير عادية تَتَعرف فيها، وتتحسس عن طريقها الظواهر أو الحوادث التي لا تظهر أمامنا وتَغيب عن أعيننا نحن بني البشر فلا نستطيع معرفتها بأحاسيسنا وأجهزتنا العلمية الدقيقة؟

والجواب على هذا السؤال يأتي من ثلاثة مصادر. فالمصدر الأول، أو الدليل الأول فهو شهود العيان للزلزال الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء الموافق 23 أغسطس بقوة قدرها 5.8 درجة على مقياس رختر للزلازل.

فقد نَشرتْ صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مقالاً في 25 أغسطس تصف ما حدث في حديقة الحيوان في واشنطن قبيل وقوع الزلزال، وجاء هذا المقال تحت عنوان “لُغز حديقة الحيوان: كيف عَرَفَتْ القردة والطيور بأن الزلزال قادم؟”.

فهذا المقال عبارة عن مقابلة أجرتها الصحيفة مع مجموعة من العاملين في حديقة الحيوان الوطنية في العاصمة الأمريكية واشنطن. فقد لاحظ هؤلاء العاملون قبيل الزلزال التاريخي الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء الموافق 23 أغسطس، أن معظم الحيوانات من القردة، والفيلة، والغوريلا، والثعابين، والنمور، والطيور، كانوا يقومون بحركات غريبة لم يشهدوها من قبل قط، كما ُيطلقون أصواتاً مزعجة وعالية، فقد تغيرت سلوكياتهم وتصرفاتهم فجأة واحدة ودون سابق إنذار، وبعد هذه المشاهدات الغريبة على حيوانات الحديقة بعدةِ ثوان وقع هذا الزلزال.  

والمصدر الثاني فهو تراثنا الإسلامي الثري والغني من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. فقد أكد من لا ينطق عن الهوى وإنما هو وحي يوحي، رسولنا العظيم عليه أفضل الصلاة والتسليم في أحاديث عدة عن هذه الظاهرة والأحاسيس والمواهب غير العادية التي تتميز بها الحيوانات والبهائم.

 فمن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ما ورد في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها حين قالت: “دخلَتْ عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فكذّبتهما ولم أنعم أن أصدقهما، فَخَرَجَتَا، ودخل عليّ النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت: يا رسول الله، إن عجوزين....، وذَكرتْ له الخبر، فقال: صَدَقَتَا، إنهم يعذّبون عذابًا تسمعه البهائم كلها، فما رأيته بعدُ في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر”.

وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم: “إذا سمعتم أصوات الديكة فَسَلُوا الله من فضله، فإنها رأت مَلَكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوّذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطاناً”.

فهذه الملاحظات الغريبة التي ظهرت على الحيوانات قبيل الزلزال في واشنطن تؤكد أن الله سبحانه وتعالى قد وهب لهذه الحيوانات حواساً خارقة غريبة تتميز عن الناس وتختلف عنهم من حيث سماع أصواتٍ لا يستطيع الإنسان سماعها، أو رصد حركات أرضية لا يتمكن الإنسان من اكتشافها، أو رؤية أشياء لا تَقْدر حواس وقدرات الإنسان مشاهدتها، أو تحسس أمواجٍ كهرومغناطيسية لا تستطيع قُدرات الإنسان أن تكتشفها، أو حتى اكتشاف أورام في جسم الإنسان لا تستطيع الأجهزة الحديثة اكتشافها في مراحلها المبكرة جداً.

أما الدليل الثالث، فهو أبحاث العلماء في السنوات الأخيرة التي اتجهت نحو سبر غور هذه الظاهرة الفذة والاستفادة من الحيوانات والحشرات والطيور في مجالات متعددة يعجز الإنسان، وتعجز أجهزته العلمية عن اكتشافها والتعرف عليها. وآخر الدراسات التي نشرت في هذا المجال، تُؤكد إمكانية تدريب الكلاب للتعرف على الخلايا السرطانية قبل أن تُكتشف من قبل الأجهزة، وهذه الدراسة منشورة في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي(European Respiratory) في أغسطس 2011، حيث كشفت الدراسة إلى أن بعض أنواع الكلاب مثل الشيبر الألماني والاسترالي لهما القدرة على شم رائحة الخلايا السرطانية، لأن هذه الخلايا تُنتج مواد كيميائية تنبعث وتنطلق على الحالة الغازية من الجسم، واستطاع هذا النوع من الكلاب أن يكتشف نحو 70% من الحالات السرطانية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق