الأحد، 11 يناير 2015

الغرب فقط المَسْمُوح له بامتلاك قنابل كيماوية!


في كل يوم يترسخ اعتقادي، وتزيد قناعتي بأن الغرب يفعل كل ما بوسعه وتحت تصرفه لمنع أية دولة من إنتاج أو صناعة، أو امتلاك أي نوعٍ من أنواع "القوة" البشرية، أو "القوة" العسكرية المتمثلة في السلاح الاستراتيجي الذي قد يستخدم  لإلقاء الرهبة والذعر في قلوب الغرب، ويُهدد دولهم ومصالحهم، ويمنع غزوهم واحتلالهم لدولنا، كالأسلحة النووية أو الكيماوية.

 

فالغرب، أو من يكون حليفاً استراتيجياً يثق به كلياً ويقع تحت سيطرته وهيمنته الكاملة، هم فقط يُسمح لهم بإنتاج وامتلاك مثل هذه الأسلحة التي يُطلق عليها بأسلحة الدمار الشامل، فالغرب يريد أن تكون له فقط السلطة الكاملة، والهيمنة المطلقة على حكومات ومقدرات وثروات شعوب العالم، فيستخدم مثل هذه الأسلحة لتخويف الحكام، وفرض صوته ورأيه عليهم بقوة هذه الأسلحة.

 

وما جعلني أتطرقُ إلى هذا الموضوع هو التقرير السري الذي نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية في 30 ديسمبر من العام المنصرم تحت عنوان:"الوثائق السرية لمارجريت تاتشر: رئيسة الوزراء كادت أن تُعيد تسليح بريطانيا بالأسلحة النووية".

 

فقد أكد هذا التقرير السري الذي أعدته المخابرات البريطانية في عام 1984 أثناء حكم المرأة الحديدية، مارجريت تاتشر، وعندما توترت العلاقات الدبلوماسية مع المعسكر الشيوعي، وعلى رأسه الاتحاد السوفيتي، وعندما ارتفعت وتيرة الشد والجذب وزادت درجة الخلافات بين القطبين الأوروبي والسوفيتي، أن موسكو تعتزم إنتاج قنابل كيماوية من الجيل الجديد الذي لا يمكن مقاومته والتغلب عليه عن طريق الأسلحة الموجودة في بريطانيا خاصة وحلف النيتو عامة. فقد قال التقرير الاستخباراتي الذي صدر تحت عنوان:"عيون المملكة المتحدة السرية" وبشكلٍ واضح وصريح لا لبس فيه: "أَننا مقتنعون بوجود تهديدٍ جديد وخطير من القنبلة الكيميائية"، وأضاف التقرير بأن: "كُلفة إنشاء مصانع لإنتاج قنابل كيماوية بريطانية تتراوح بين 100 إلى 200 مليون جنيه إسترليني".

فتقرير المخابرات أكد على أن الاتحاد السوفيتي يعتزم تطوير قنبلة كيماوية سامة من نوعٍ جديد، تفوق قدرات الناتو على التصدي لها، أو مقاومتها، وأن موسكو قد بدأت فعلياً بتجنيد علمائها المتخصصين للشروع في هذا المشروع الشيطاني المدمر، وأنها قد خصصت مبالغ وموارد هائلة من أجل تحقيق هذا الهدف، كما أفاد التقرير في الوقت نفسه أن الاتحاد السوفيتي يمتلك قدرات هائلة وفتاكة من القنابل الكيميائية بشتى أنواعها وأحجامها وأنها تتفوق كلياً على حلف النيتو من حيث المخزون والاحتياطي من هذه القنابل، حيث أكد التقرير أن مخزون الاتحاد السوفيتي من قنابل غاز الأعصاب فقط، مثل السارين يبلغ 300 ألف طن.

 

ولذلك فإن هذا التقرير جعل المرأة الحديدية تُعدِّل من استراتيجياتها في التعامل مع القنابل الكيماوية، فتعمل على زيادة ترسانتها من الأسلحة الكيماوية، وتخصص مبلغ وقدره نحو مائتين مليون جنيه، أي أن بريطانيا كادت أن تُعيد تسليح جيشها بهذا النوع من السلاح الممنوع والمحظور دولياً حسب بروتوكول جنيف الذي يمنع إنتاج واستخدام هذه الأسلحة، وعلاوة على ذلك فقد أفاد التقرير أن مارجريت تاتشر دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحديث أسطولها من القنابل الكيماوية للاستفادة منها لاحقاً.

 

فهذه الدول الغربية، أو الدول الكبرى لا تتورع في إنتاج وصناعة واستخدام أي نوعٍ من أنواع أسلحة الدمار الشامل، سواء أكانت كيماوية أو نووية، وهي حتى يومنا هذا تمتلك وتخزن كل هذه الأسلحة بالرغم من منعها دولياً، بل وتعمل ليلاً ونهاراً وطوال العام على تطوير وتحديث هذه الترسانة من الأسلحة المدمرة للحرث والنسل، وإنتاج جيلٍ جديد لا نعرفه حتى الآن.

 

وفي المقابل فهي تستغل سلاح المفاوضات الدولية، واتفاقيات ومعاهدات الأمم المتحدة لوقف أي تحركٍ من أية دولة أخرى تجاه إنتاج هذه الأسلحة، فهي مسموحة لهم فقط، وممنوعة على غيرهم!

 

    

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق