الاثنين، 12 يناير 2015

بطولة تحدي البحرين للترايثلون


أعجبني كثيراً سباق التحدي الذي تم تنظيمه مؤخراً في البحرين من قبل مؤسسة ناصر بن حمد ومؤسسة شالنج العائلية، فهو سباق فيه تحدي كبير لقدرات وإمكانات كل أعضاء الجسم صغيرها وكبيرها، وفيه أيضاً تحدي لتحمل كل عضلة من عضلات الجسم الكثيرة، فمن السباحة إلى ركوب الدراجة وأخيراً الجري لمسافة طويلة، ومع التحدي العضلي يأتي في الوقت نفسه التحدي الذهني والعقلي وقدرة المتسابق على التركيز والمنافسة الشديدة مع الآخرين في الألعاب الثلاث في الوقت نفسه.

 

ومع هذا التحدي الجسمي والعضلي والذهني يأتي نوع آخر من التحدي وهو قدرة هذه الأعداد الكبيرة من المشاركين والإداريين وغيرهم من المنظمين على حماية البيئة والحفاظ على سلامتها من المخلفات التي تنتج عن هذا السباق.

 

فلم ينس المنظمون هذا النوع الجديد من التحدي وأشاروا إليه بوضوح في الكتيب الإرشادي الذي تم نشره وتوزيعه على المشاركين، حيث جاء في أحد البنود تحت عنوان"العناية في البيئة" ما يلي:"تحدي البحرين يدعوكم إلى دعمه ومساندته في حماية البيئة، ويطلب من الجميع تجنب إلقاء المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها حفاظاً على جمال الطبيعة، كما يدعوكم إلى ترك زجاجات مشروبات الطاقة والمشروبات الأخرى والأكواب وغيرها في محطات المساعدة".

 

فهذا الدمج بين الرياضة وحماية البيئة أمر محمود ويتطابق مع التوجهات الدولية، ويتماشي مع أهداف تنظيم البطولات الرياضية، فقد قامت اللجنة الأولمبية الدولية في الذكرى المئوية للجنة الأولمبية في باريس في 1995 بتعديل الدستور الأولمبي من حيث تضمين وإدخال بعدٍ ثالث وركنٍ جديد للحركة الأولمبية بعد الركنين السابقين وهما الرياضة والثقافة، وهذا الركن الثالث هو البيئة، كما قامت اللجنة الأولمبية الدولية في ديسمبر 1995 بتشكيل لجنة دولية متخصصة للاهتمام بالجانب البيئي في أي بطولة، أو دورة رياضية تحت اسم "الرياضة والبيئة"، وانطلاقا من هذا التوجه الدولي قمتُ بإنشاء لجنة خاصة للرياضة والبيئة في اللجنة الأولمبية البحرينية عام 1994.

 

واليوم لا يمكن لأية دولة تنظيم واستضافة أية بطولة دولية أو إقليمية إلا بعد أن تحدد سياساتها البيئية والبرامج البيئية التي تنفذها أثناء البطولة حتى نجب البيئة ومواردها وثرواتها الطبيعية أية تبعات سلبية ضارة تنجم عن النشاط الرياضي.

 

فشكراً للقائمين على تنظيم "تحدي البحرين" وشكراً لهم على حماية بيئتهم.      

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق