الاثنين، 17 أغسطس 2015

تَتَجَشْأ البقرة فتَرتَفع حرارة الأرض


تَستغربْ عندما تَقْرأ الآن أن البقرة تُمثل تهديداً حقيقياً لصحة كوكبنا الأرض، فهي من الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى تدهور نوعية الهواء الجوي وتلوثه، وتنجم عنه ظاهرة حدوث التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض، بل وإن الكثير من العلماء يُطلقون عليها بـ "القنبلة المناخية".

 

فكما أن الإنسان يَتَجَشْأ(يِتْجدِّه) عندما يهضم المواد الغذائية في جسمه فتنبعث منه الغازات، فإن الحيوانات وبالتحديد الأبقار والمواشي بعد عملية تخمر الغذاء وهضمه في الجهاز الهضمي تتجشأ أيضاً فيتولد عنها غاز الميثان الذي يعتبر من أشد الغازات والملوثات وطأةً وتأثيراً على الكرة الأرضية من حيث وقوع ظاهرة التغير المناخي وسخونة الأرض، فهذا الغاز له قدرة 23 مرة أعلى من الغازات الأخرى المتهمة برفع درجة حرارة الأرض، وبالتحديد غاز ثاني أكسيد الكربون.

 

وتؤكد إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة المنشورة هذا العام أن قطاع زراعة المواشي يُسهم بنسبة 18% من الانبعاثات الكلية للغازات المعنية برفع درجة حرارة الأرض أو غازات الدفيئة وغازات الاحتباس الحراري، وبنسبة تصل إلى 35% من غاز الميثان، أي ربما أعلى من القطاعات الأخرى كقطاع المواصلات والصناعة.

 

ولذلك فكر العلماء في كيفية التخفيف من حدة هذا المصدر في تلويث الهواء الجوي من جهة، وخفض تأثيراته المشهودة على المناخ الدولي من جهةٍ أخرى، وهناك الكثير من الاقتراحات والآراء التي طُرحت لعلاج هذه المشكلة الخطيرة، منها ما نُشر مؤخراً في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية في الثلاثين من يوليو من العام الجاري، حيث صَمَّم العلماء في المختبر مادة كيميائية ضد "التجشأ"، أو في الأقل أنها تُقلل من عدد مرات تجشؤ البقرة، فتُوضع هذه المادة الكيميائية مع العلف والمواد الغذائية التي تُقدم للأبقار ويُطلق عليها نيترو أوكسي بروبانول (3-nitrooxypropanol) وهي من مركبات الكحول. وأكدت نتائج الدراسة إلى هذه المادة نجحت في خفض انبعاث الميثان الناجم عن تجشأ الأبقار بنسبة 30%، ودون أن تؤثر على نوعية وكمية حليب الأبقار.

 

وهنا أفكار أخرى طُرحت في السنوات السابقة، ومن أكثرها إبداعاً وجاذبية في التطبيق هو جمع غاز الميثان من الأبقار واستخدامه كمصدر للطاقة، حيث إنه من المعروف أن غاز الميثان هو الغاز الطبيعي الذي يستخرج من باطن الأرض ويستخدم في توليد الكهرباء وكمصدر للوقود.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق