الاثنين، 31 أغسطس 2015

البِدعة الجديدة: سجائر الشاي الأخضر!


شركات التبغ والسجائر العملاقة تعمل في كل دقيقة كخلية النحل، ليلاً ونهاراً، فلا تتعب ولا تكل ولا تمل، ولا يصيبها الفتور وحالة كسر العزيمة والاحباط واليأس، فالشيطان يجري في دمائها مجرى الدم في عروق الإنسان، ففي كل يوم يوسوس لها بأفكار جديدة، ومنتجات إبداعية حديثة تهدم بها صحة الإنسان، صغيراً كان أم كبيراً، وتفسد كافة أعضاء جسمه فيقع فريسة سهلة تحت رحمتهم لا يستطيع أن يستغني عن منتجاتهم القاتلة.

 

فكلما أفل نجم أحد منتجاتهم، وقَلَّت مبيعاته في الأسواق، وانخفض أعداد المتعاطين والمستخدمين لهذا المنتج، أوحى لهم الشيطان بمنتجٍ آخر جديد يعوض خسائر المنتجات السابقة، فعندما ثَبتَ أن السجائر التقليدية تسبب السرطان للمدخن نفسه وللجالسين من حوله، أدخلوا منتج بديل وادعوا بأنه أقل خطورة وضرر مثل "السجائر الخفيفة منخفضة القطران"، ثم السجائر ذو النكهات الجذابة كالنعناع، ثم "السجائر الإلكترونية" والتي طرحوها في الأسواق بأنها غير مدمرة للصحة، وأنها في الوقت نفسه تجعل المدخن يعزف عن التدخين مع الوقت.

 

واليوم أقرأ عباراتٍ ومصطلحات تشيب لها الوجدان ويحتار لها الإنسان، فقد لفتت انتباهي لوحات إعلانية في بعض الوسائل الإعلامية تدعو إلى "التدخين الصحي"، أو "البديل الأخضر للسجائر"، أو "السجائر الخضراء"، وكلها تُسوق لمنتجٍ جديد لم أسمع عنه قط، ولم يخطر على بالي بتاتاً، وهو "سجائر الشاي الأخضر"، فهو يأتي تحت اسم بيلي 55(Billy55)، ويقدم إلى الناس بنكهات مختلفة منها النعناع والفراولة والتوابل والأعشاب والعسل، وقد جاء في هذه الإعلانات مميزات هذا النوع من السجائر، ومنها أنها تتكون من أوراق الشاي الأخضر الطبيعية، وأنها البديل الصحي والأخضر للتدخين وخالية من النيكوتين، وأنها الطريق السهل والسريع للامتناع عن التدخين!

 

أما بالنسبة لي فمَهْما ادعتْ هذه الشركات، ومهما قدمت من أدلة وبراهين عن محاسن ومزايا منتجاتهم، فإنني لا أصدقهم، فالكذب وإخفاء الحقائق والخداع من ثقافة هذه الشركات المتأصلة فيها، فيكفي أن أقول لكم عن سجائر الشاي الأخضر بأنها "تحترق" عند التدخين، وحرق أية مادة عضوية مهما كان نوعها، تنبعث عنها ملوثات سامة ومسرطنة معروفة لا يمكن إنكارها أو إخفاؤها، ولذلك أُحذر الناس من الاقتراب نحو هذه الخدعة الجديدة، وهذا النوع الشيطاني من السجائر، فهو سمٌ خطير مغلف بثوبٍ جديد، ووجهٍ حديث. 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق