الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

هل سينقرض الإنسان؟


هناك دراسات كثيرة تؤكد انقراض الحيوانات والنباتات من على سطح الأرض بشكل متسارع وفي معظم دول العالم، وذلك بسبب تدهور الأوساط البيئية التي تعيش فيها هذه الأحياء من الناحيتين النوعية والكمية.

ولكن هل هذا النمط المتزايد من انقراض الأحياء ينطبق على الجنس البشري؟

للإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى دراسة مؤشراتٍ محددة لها علاقة بالخصوبة، أو العوامل التي تؤثر على تكاثر الإنسان وإنتاجه.

فهناك بحثٌ نشر مؤخراً في مجلة علمية مشهورة تَصدر في الولايات المتحدة الأمريكية تسمى "شئون صحة البيئة" (Environmental Health Perspectives)، وكان عنوان البحث: "التعرض لغاز الأوزون يُغير من نوعية الحيوانات المنوية".

وتؤكد نتائج هذه الدراسة إلى أنه بعد أخذ عينات من الحيوان المنوي من 5134 رجلاً يعيشون في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، تبين أن هناك علاقةً عكسية بين تركيز غاز الأوزون في الهواء الجوي وتركيز وأعداد الحيوانات المنوية، أي كلما زادت نسبة الأوزون في الهواء، قلَّ تركيز وأعداد الحيوانات المنوية عند الإنسان. وبعبارة أخرى فإن هذا البحث يؤكد على أن التعرض لغاز الأوزون الموجود في الهواء الجوي الذي نستنشقه جميعاً، يؤثر سلبياً وبشكل ضار على نوعية الحيوانات المنوية عند الإنسان.

والأوزون من الملوثات الثانوية، أي أنه لا يوجد مصدر ينبعث منه بشكل مباشر إلى الهواء الجوي، وإنما يتكون نتيجة تفاعلٍ كيميائي ضوئي بين الملوثات الموجودة في الهواء الجوي وبوجود أشعة الشمس كعامل مساعد. فهذا الغاز السام وغازات أخرى خطيرة تنتج من تفاعل أكاسيد النيتروجين والملوثات الهيدروكربونية التي تنبعث من السيارات ومحطات توليد الطاقة والمصانع، وتُكَون خليطاً معقداً من الملوثات السامة، فتكشف عن وجودها في الهواء الجوي على شكل سحبٍ صفراء بنية اللون، تُعرف بالضباب الضوئي الكيميائي.

ولذلك فإن هذه الدراسة ومثيلاتها من الدراسات الأخرى التي تربط بين الملوثات وأعضاء التكاثر عند الإنسان بشكلٍ عام، تُشير إلى أن إنتاج الكائن البشري وصحته يعانيان من مشكلةٍ مزمنة من الناحيتين النوعية والكمية.

فهل هذه الدراسات تشير إلى انقراض الإنسان على المدى البعيد بسبب التلوث البيئي؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق