الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

حتى الصين تَـعـيب على الإعلام الأمريكي



نعلم الآن كيف يعمل الإعلام الأمريكي في تضخيم الاحتجاجات أو المظاهرات التي تحدث في دول العالم، وبخاصة دول العالم النامي، فأي حدثٍ بسيط من مجموعة قليلة من الناس يتلقفه الإعلام الأمريكي والغربي بشكل عام، ويقوم بتغطيته كل ساعة، وتصويره بأنه ثورة عارمة تنتشر في جميع شريان تلك الدولة بسبب حرمان الشعوب من حقوقها الأساسية، وفقدان الديمقراطية وحرية الكلمة.

ولكن عندما يقع في أمريكا ما هو أشد وأكبر مما يحدث في بعض الدول الأخرى، لا نجد تحرك الإعلام الأمريكي بنفس المستوى والحماس لتغطية الحدث الذي يقع في عقر دارهم وتحت أعينهم.

فالحركة الشعبية التي أطلقت على نفسها “احتلوا وال ستريت” واشتعلت شرارتها الأولى في 17 سبتمبر في مدينة نيويورك، وانتقلت إلى معظم الدول الكبرى في أمريكا، ثم انتشرت إلى الكثير من دول العالم، ومازالت قوية تنبض بالحياة، لم تحظ بالاهتمام المطلوب من وسائل الإعلام الأمريكية، وكأنها خبر هامشي لا يستحق الاهتمام والتغطية المستمرة.

ولسنا في الدول العربية من ينتقد وسائل الإعلام الأمريكية على ازدواجية المعايير، وإنما عابت أيضاً وسائل الإعلام الصينية على هذا النهج الإعلامي المزدوج وغير المهني للإعلام الأمريكي. فقد نشرت وكالة زينهاو(Xinhua) الإخبارية الصينية مقالاً تنتقد فيه هذا الأسلوب الإعلامي الأمريكي والغربي بشكلٍ عام، وتقول فيه: “ الأمر الذي يُحيرنا ونعتبره شاذاً هو أن الإعلام الأمريكي يبدوا وكأنه قد فقد حسه الإخباري حول الاحتجاجات التي انتشرت في أراضيها، فوسائل الإعلام الرئيسة إما أنها قد تجاهلت هذا الحدث الكبير، وإما أنها قد قلَّلت من شأن هذه العاصفة الشعبية في شوارعها. فهذا يتنافى مع شغفهم لتغطية حوادث مماثلة إذا ما وقعت في دولٍ أخرى.....بل وإن بعض السياسيين أهانوا المشاركين في هذه التظاهرات ووصفوهم بالأغبياء”.   

ومثل هذه الممارسات غير الحرفية والمتحيزة للإعلام الغربي عامة والتي تكيل بمكيالين، تَجعلنا لا نثق بوسائل الغرب الإعلامية ونشكك في مصداقيتها، وهذا ما نقوله نحن العرب، ويتفق معنا مليارات البشر في الصين.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق