سيجارة عند الصِـغر، إدمانٌ عند الكِـبَـر

سيجارة عند الصغر، إدمانٌ عند الكبر....هذه ليست حكمة، وليست قولاً مأثوراً، إنما هي نتيجة لدراسة علمية نشرت مؤخراً في بريطانيا.

فقد أكد البَحث المنشور في مجلة التحكم بالتبغ(Tobacco Control Journal) والتي قامت بإعداده وحدة الممارسات الصحية لأبحاث السرطان بكلية لندن الجامعية في بريطانيا، أن الشاب الذي يُدخن سيجارة واحدة فقط عند صغره، ستزيد عنده قابلية الإدمان على التدخين، حتى ولو لم يدخن لعدة سنوات بعد السيجارة الأولى.

فالعلماء أشاروا إلى أن هذه السيجارة الواحدة قد تُولِّد عند الإنسان بعد فترة من الزمن الرغبة نحو التدخين، وقد تزيد عنده الشعور والإحساس الداخلي بالحاجة إليه، وبخاصة إذا كانت الظروف النفسية مشجعة على ذلك، مثل الإصابة بالاكتئاب، أو القلق، أو تَهيئ الظروف المحيطة بهذا الشاب، سواء أكانت الظروف العائلية، أو الزملاء المدخنين. وقد أَطلقَ الباحثون على هذه الظاهرة بـ"التأثير النائم"(sleeper effect)، أو التأثير المدفون الذي يظهر بعد فترة من الزمن من الانقطاع عن التدخين.

فقد قام الباحثون بدراسة عينة من المدخنين مكونة من 5863 شاباً عمرهم 11 سنة ولمدة خمس سنوات، أي قامت الدراسة بمتابعة هؤلاء الشباب من عمر 11 سنة إلى عمر 16 سنة، وهذه العينة من الشباب كانت في 36 مدرسة من المدارس الموجودة في جنوب لندن. فقد أشارت الدراسة إلى أن 48 شاباً(18%) من بين 260 شاباً من الذين دخنوا سيجارة واحدة فقط في عمر 11 سنة، قد قاموا بالتدخين في عمر 14 سنة. وفي المقابل فإن 20 شاباً فقط(7%) من الذين لم يدخنوا قط في حياتهم، قد بدؤوا بالتدخين في عمر 14 سنة. وبعبارة أخرى فإن هذا الاستنتاج يعني أن الذي دخن سيجارة واحدة عند الصغر(عمر 11 سنة) تزيد عنده القابلية والرغبة للتدخين مرة ثانية عند الكبر(عمر 14 سنة)، أكثر من 2.1 مرة، أي ضعفين من الذين لم يدخنوا عند الصغر.

فهذه الدراسة تؤكد لنا ضرورة إبعاد أطفالنا عن كل ظرفٍ، أو عاملٍ، أو بيئةٍ قد تُحفزهم وتشجعهم على القيام بتجربة التدخين، ولو لمرةٍ واحدة، فهذه التجربة البريئة في تلك المرحلة العمرية قد تكون السبب في إدمانه على التدخين عندما يكبر في السن.