الجمعة، 9 سبتمبر 2011

العِــلْــكَـة

  كانت العلكة هي القضية الأخيرة العالقة في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين سنغافورا والولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة سنوات.

فقد سَنَّت سنغافورا من قبل قانوناً تَمنع فيه بيع واستخدام العلكة كلياً، وكاد هذا القانون أن يُعرقل توقيع الاتفاقية بين البلدين، إلا أن الخلاف أُزيل بالسماح لبيع بعض الأنواع الطبية من العلكة المصنوعة في أمريكا في أسواق سنغافورا، والخاصة بالعناية بالأسنان.

واليوم تظهر قضية العلكة ومخلفات العلكة مرة ثانية على السطح، ولكن هذه المرة في المملكة المتحدة. فقد ذكرت التقارير أن البلديات، وهي الجهة المعنية بالتنظيف العام في المدن البريطانية، تَصرف في بريطانيا أكثر من 260 مليون دولار أمريكي في تنظيف الأماكن العامة من بقايا مخلفات العلكة، والتخلص من هذه المخلفات اللَّزِجة والمزعجة.

كما أوردت التقارير أن هناك العديد من الطرق المستخدمة في التنظيف وإزالة بقايا العلكة، منها التنظيف باستخدام المواد الكيميائية، أو التنظيف والغسيل بالماء المضغوط، أو استخدام التنظيف اليدوي.

ونظراً لانتشار هذه المشكلة، وازدياد شكاوى وضجر الناس منها، إضافة إلى صعوبة التخلص من مخلفات العلكة التي تلتصق بأي مكان، فقد قامت جامعة مانشستر في انجلترا بالتعاون مع شركة الأحياء الخضراء(Green Biologics) بتطوير طريقة خاصة للتنظيف معتمدة على التقنية الحيوية والمعروفة تجارياً بـTP-GUMTM. وهذه الطريقة تستخدم فيها بعض الإنزيمات الحيوية القادرة على تحليل العلكة، دون إحداث أضرارٍ بسطح المادة المراد تنظيفها.

والآن عندما عرفنا الأضرار والانعكاسات الاقتصادية، والبيئية، والجمالية، والنفسية التي تُحدثها العلكة على مجتمعاتنا، نُقدر موقف وقرار سنغافورا من منع بيع العلكة كلياً في أسواقها المحلية.

كما أن هناك دولاً أخرى اقتدت بسنغافورا، ولكن اتخذت قراراً محدوداً من حيث منع بيع العلكة في المطارات فقط، ومثل هذه القرارات قد نحتاج إلى التوقف عندها في بلادنا للنظر بجدية في مشكلة مخلفات العلكة، وإمكانية منع بيعها بشكل مَحدود، أو مقيد وعلى نطاقٍ ضيق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق