الاثنين، 26 سبتمبر 2011

بُـوتِـن يـقتدي بِـزُعماء العرب

نحن نعيب دائماً على زعماء الدول العربية خاصة، ودول العالم النامي عامة بأنهم إذا أمسكوا بكرسي الحكم فإنهم يعُضُّون عليه بالنواجذ، ويتشبثون به حتى ولو كان على رقاب جميع المواطنين، فيقومون بالتمديد لأنفسهم مراتٍ ومرات باستخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وإذا ما بلغوا من الكبر عتياً، واشتعل رأسهم شيباً، وأصابهم الخرف المبكر فيعملون عندئذٍ بتوريث هذا الكرسي لأبنائهم، وتغيير هذا الكرسي حجماً وشكلاً ليتناسب مع شكل وعمر أولادهم.

وهذا الأمر المعيب انتقل اليوم إلى دولٍ أخرى، فعدوى هذه الآفة المرضية المزمنة في بلادنا أصابت بعض قادة الدول الصناعية الكبرى التي تدعي الديمقراطية وتفتخر بتنفيذه، بل وتسخر وتهاجم الدول التي لا تعمل به.

فالرئيس الروسي السابق فيلادمير بوتن(Vladimir Putin) انتخب رئيساً لولايتين منذ عام 2000، والظاهر أنه أثناء فترة رئاسته التي دامت ثمان سنوات، أحس كثيراً بحلاوة الكرسي، واستشعر طلاوة الوجاهة والشهرة التي حصل عليها، لذلك كان من الصعب عليه أن يترك هذا العرش عندما انتهت فترة ولايته حسب الدستور الروسي الذي يسمح لفترتين فقط.

فقام بحيلة ماكرة، يُحلل فيها الحرام بطريقة دستورية، حيث عَيَّن مؤقتاً حَملاً وديعاً، يثق به تماماً فلا يعصي له أمراً، هو ديمتري ميدفيدف(Dmitry Medvedev) لكي يحافظ له على كرسي الرئاسة لفترة من الزمن، ويصبح فعلياً هو من بيده الأمر والنهي والقرار النهائي في روسيا، وعندما تحين الظروف المناسبة لترشيح نفسه مرة ثالثة للرئاسة، سيقوم بتنحية هذا الرئيس، وتقديم الشكر له على الدور الذي قام به وتعيينه رئيساً للوزراء.

وبالفعل أعلن بوتن في 24 سبتمبر بأنه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية لعام 2012، وإذا ما فاز سيحطم الرقم القياسي لأطول رئيس روسي منذ جوزيف ستالين، حيث سيمكث على عرش الكرملين حتى عام 2024، أي يكون رئيساً لمدة عشرين عاماً، كما يفعل قادة العرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق