الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

ضَعْف الولايات المتحدة الأمريكية

 لا يعرف الكثير من الناس عن الولايات المتحدة الأمريكية سوى التقدم العلمي والتقني الذي حققته، من ركوب الفضاء والوصول إلى سطح القمر والمريخ والأقمار الصناعية التي تحوم حول الأرض، إضافة إلى مختلف أنواع الأسلحة التقليدية والنووية والحيوية والكيميائية التي تمتلكها وتُرعب وتبتز بها دول العالم.

فقد انبهر الناس من هذا التطور الكبير والانجاز العظيم، ولكن لا يعلم هؤلاء الناس وضع أمريكا من الداخل، وحالة المواطن الأمريكي العادي، فهي من الأمور التي لا يعلمها إلا من يزور أمريكا ويتعرف عليها من الأعماق، أو من يطلع على كتب ومقالات المثقفين منهم.

فأمريكا أُشبهها كالنخلة الباسقة التي تَرى ظاهرها بأنها قوية وثابتة، ولكن إذا نظرت بداخلها فستجد أن السوس أو العاقور قد بدأ يفتك بها ويضعف بدنها. فهناك حوادث بسيطة تقع في أمريكا وتؤكد ضعف هذا الجسد الأمريكي. فما زلت أتذكر في عام 1995، أثناء النُطق بالحكم في قضية لاعب الكرة الأمريكي الأسود أو جي سمسون(O. J. Simpson) المتهم بقتل زوجته، فأثناء ذلك كُنتُ في أمريكا، وشاهدت توقف أمريكا كلها في تلك اللحظة، وشاهدت استنفار قوات الأمن خوفاً من إدانته فيثور المجتمع الأسود برمته، فأمريكا انشلت بسبب محاكمة فردٍ واحد فقط، هو لاعب كرة، وليس زعيماً سياسياً أو قائداً دينياً!
     
ومن جانب آخر تؤكد هيئة الإحصاء الأمريكية(Census Bureau) في التقرير المنشور في 13 سبتمبر 2011 أن واحداً من كل ستة أمريكيين يعيشون في الفقر، أي نسبة 22%، وهذا أعلى معدل للفقر منذ عام 1993، ويُقدر عددهم بنحو 46.2 مليون يعيشون تحت خط الفقر، وهذه النسبة تزيد 2% سنوياً. فالكثير من هؤلاء الفقراء المعدمين تجدهم مشردين في الطرقات، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وينامون تحت الجسور أو في الأنفاق ومحطات القطار، والباقي يعيشون في كابينات أو بيوت متنقلة بعضها بدون كهرباء. أما بالنسبة للمرأة، فإن إحصاءات المركز الوطني لقانون المرأة(National Women’s Law Center) تؤكد أن 17 مليون امرأة يعشن في حالة الفقر، منهم 7.5 يعانون من فقر مدقع.  

كذلك تؤكد التقارير تدنى المستوى التعليمي للطالب الأمريكي، فـقد أكدت هيئة إدارة الكليات(College Board) في التقرير المنشور في 14 سبتمبر التدني المستمر في أداء الطالب الأمريكي في امتحان القبول للجامعات والمعروف بـ إس أي تي(SAT) منذ أربعة عقود، مما يعكس المستوى التعليمي للمدارس في أمريكا.

وعلاوة على ذلك كله، فإن وضع أمريكا الاقتصادي مخيف جداً، ويتمثل في العجز الرهيب في الميزانية، وارتفاع الديون، وتنامي مشكلة البطالة، حتى أن أمريكا تستنجد بالاتحاد الأوروبي والصين لإنقاذها من هذا الوضع الخطير.

أليست هذه المؤشرات كافية لإثبات ضعف أمريكا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق