الأربعاء، 3 أغسطس 2011

طـائـرة مـروحية للبـحث عن مـخـلفات الأرانب

طائرة مروحية مُزودة بأحدث الأجهزة العلمية الخاصة بتحديد المواقع والكشف عن المُركبات المشعة، تَطِير فوق مدينة هانفورد بولاية واشنطن الأمريكية بحثاً عن مخلفات الأرانب!

فلماذا يا تُرى بذل هذا المجهود الكبير للبحث عن مخلفات الأرانب؟

لكي أجيب على هذا السؤال، أُرجعكم إلى عام 1943 عندما تم افتتاح أول مفاعل نووي في العالم في مدينة هانفورد لصناعة البلوتونيوم المستخدم في القنبلة الذرية وأسلحة الدمار الشامل ضمن مشروع منهاتن الشهير أثناء الحرب العالمية الثانية.

ونتيجة لتشغيل هذا المفاعل والمفاعلات النووية الأخرى، انبعثت ملوثات غازية مشعة إلى الهواء الجوي، ومخلفات سائلة تسربت إلى نهر كولمبيا، إضافة إلى ملايين الجالونات من المخلفات المشعة شبه الصلبة التي وضعت في براميل في الموقع، أو دفنت تحت الأرض، ومازالت هذه المخلفات المشعة جاثمة في موقعها حتى كتابة هذه السطور، وتمثل كابوساً مخيفاً للشعب الأمريكي.

والأمر الذي لم يخطر على بال أحدٍ من المعنيين بإدارة هذه المخلفات الخطرة هو أن الأرانب التي تعيش في تلك المنطقة، قامت بِفِطرتها، بعملية الحفر وبناء الجحور في بعض المواقع التي دفنت فيها مخلفات مشعة تحتوي على أملاح السيزيم والسترونتيم، وقامت هذه الأرانب بتذوق هذه الأملاح المشعة، وأُعجبت بطعمها فأكلتها، ثم خرجت هذه الملوثات المشعة مع البراز الذي انتشر في كل المنطقة، فلوث التربة، وأثر على صحة الناس في المنطقة.

هذه الحالة غير المتوقعة، والتي لم يفكر فيها أي عالم أو باحث في قضية المخلفات، استدعت الجهات المعنية بإدارة المخلفات المشعة إلى استئجار طائرة عمودية خاصة، ودفع 300 ألف دولار لتغطية تكاليف البحث عن مخلفات الأرانب المشعة على طول المنطقة التي بلغت مساحتها نحو أربعين كيلومتراً مربعاً، ثم القيام بجمع هذه المخلفات ودفنها مرة ثانية.

وهكذا وفي كل يوم تنكشف سلبيات وأخطار جديدة للمخلفات النووية التي لا يتصورها أحد، ولا تخطر على باله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق