رائـحـة السيارات الجديدة

من يشتري سيارة جديدة يتمتع بالروائح البهيجة المميزة التي تصدر من هذه السيارة، والتي يرتاح لها الإنسان وتجعله يعيش في جوٍ من الغبطة والسرور.

ولكن هذه السعادة وقتية، وتزول لسببين. السبب الأول هو أن رائحة السيارة الجديدة والشعور السعيد بها، تنتهي بعد فترة قصيرة من الزمن، أي بعد استعمال السيارة. والسبب الثاني وهو المهم، والذي سيزيل عنك هذا الفرح الوقتي، وينسيك هذا الشعور بالسعادة، وذلك عندما تعلم الآن بأنك تَشُم مواد كيميائية سامة وخطرة، وقد تتعرض لها لفترة زمنية طويلة نسبياً، وأنت فَرِح بسيارتك الجديدة!

فقد صرح مؤخراً أحد المسئولين عن صناعة سيارة تيوتا اليابانية، أن هذه الروائح التي تشمها وتتعرض لها أثناء وجودك في سيارتك الجديدة، تعتبر سامة وقد تكون لها مردودات صحية غير سعيدة.

فهذه الروائح تحتوي أساساً على مُركبات عضوية هيدروكربونية شديدة التطاير أو سريعة التبخر، وتُعرف بالمركبات العضوية المتطايرة(volatile organic compounds, VOCs). وتنبعث هذه المُركبات من الصمغ، والأصباغ، والمواد البلاستيكية، والسجاد الموجود في داخل السيارة، وقد تسبب لك الصداع أو التهاب في الحنجرة أو حتى الغثيان، والبعض من هذه المركبات مثل الفورمالدهيد(formaldehyde) والستيرين(styrene) يسببان السرطان للإنسان.

وبناءً على ذلك، ستقوم الشركات المصنعة للسيارات بأخذ هذا الجانب البيئي والصحي في الحسبان عند تصنيع السيارة، وبالتحديد استخدام مواد أقل انبعاثاً للملوثات، وبالتالي أقل ضرراً على البيئة الداخلية وصحة الإنسان.

ولذلك في المستقبل إذا اشتريت سيارة جديدة، فإنك لن تشم هذه الرائحة المميزة للسيارات الجديدة والتي تجعلك تشعر بالسعادة والبهجة.