الخميس، 18 أغسطس 2011

نوع الديمقراطية الذي تريده أمريكا لنا




لا تغرنكم دعوة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى تطبيق الديمقراطية في دول العالم النامي، وبالتحديد الدول العربية، فهي تدعو إلى ثوبٍ خاص من الديمقراطية، يتم تفصيله وتصميمه في الولايات المتحدة الأمريكية ليكون على مقاس بعض الأحزاب أو الأفراد الذين يوالونها ويدافعون عن مصالحها السياسية والاقتصادية، وإذا أرادت هذه الدول والشعوب أن تلبس ثوب الديمقراطية وبما يتناسب مع ظروفها وبيئتها وتختار من بينها ومن بني جلدتها من يرعى مصالحها الحيوية اليومية ويحافظ على الثروات والممتلكات القومية، فإن الدول الغربية ستحارب هذه الديمقراطية وتقاطع هذه الدولة عقاباً لاختيارها غير الموفق.

والتاريخ المعاصر يؤكد لي هذه الحقيقة كما حصل في انتخابات الجزائر عندما فازت الجماعات الإسلامية، وفي الانتخابات الفلسطينية الحرة والنزيهة باعتراف جميع دول العالم، عندما فازت حماس، فقاطعتها وحاربتها علناً أمريكا والدول الغربية والأمم المتحدة لأن الديمقراطية لم تُفرز من يريدونهم هم وليست الشعوب.

وبالأمس، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية التدخل في الشأن الداخلي لبعض الدول العربية من الآن، وأخذت تُلحن على أوتار النوع الذي تريده من الديمقراطية، فتحذر الشعوب من اختيار بعض الأفراد والجماعات التي تحسبها هي لا تحمي مصالحها. فقد صرح إيرك كانتور(Eric Cantor) زعيم الأغلبية الجمهوري من ولاية فيرجينيا في مجلس النواب لصحيفة جيروزليم بوست الاسرائيلة(Jerusalem post) يوم الأربعاء الموافق 17 أغسطس، قائلاً:"الهدف الرئيس لأمريكا يجب أن يكون في وقف إنتشار الإسلام المتطرف في مصر"، كما أضاف:"من الواضح أن قوة الإخوان المسلمين أمر يدعو إلى القلق الكبير".

فهذه التصريحات تتناقض أساساً مع مبادئ الديمقراطية المتمثلة في اختيار الشعوب لمن تريد، وتُعتبر تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي، حيث إنه في المقابل عندما يفوز أكثر الأحزاب تطرفاً دينياً وميلاً للعنف في إسرائيل، تلتزم أمريكا الصمت، وتعتبر ذلك أمراً داخلياً تقرره الشعوب.

ولذلك لا تنخدعوا بدعوات الغرب إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الكلمات الرنانة التي هي كلمات حقٍ ولكن يراد بها الباطل، فهي تستخدمها أوراق ابتزاز واستغلال وضغط على الدول والحكام والشعوب، وتستخدمها عند الحاجة فقط، فكم من دول صديقة لأمريكا والغرب لم تطبق الديمقراطية قط، وسجلها حافل بالمخالفات والتجاوزات لحقوق شعوبها، وبالرغم من ذلك فقد غضت عنها الطرف، وتجاهلت وسكتت كلياً عن كل هذه الممارسات الخاطئة حتى تكون عبداً مسيراً لها يرعى ويحمي مصالحها على حساب شعوبها وأوطانها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق