الجمعة، 5 أغسطس 2011

رمـضان شهـر المُـخلـفات

تتغير سلوكيات المسلمين وأعمالهم كثيراً في رمضان.

فالمسلم الملتزم بالشعائر التعبدية قبل رمضان يزيد من الإتقان في أدائه للفرائض والسنن، ويضيف على ذلك العبادات الخاصة بشهر رمضان من الصيام والتراويح وقيام الليل وزكاة الفطر، ويُثري ذلك كله بالاجتهاد بشكل أشد في العبادة، وبذل الصدقات للمحتاجين.

أما المسلم غير الملتزم قبل شهر رمضان، فيفتح صفحة جديدة بالبدء بالصوم والصلاة والأعمال التعبدية الأخرى، والشروع في سلوكيات أكثر تطبيقاً للتوجيهات الربانية والسنة النبوية.

ومن السلوكيات التي يدعو الإسلام إلى تنفيذها وممارستها في كل الأحوال والظروف، سواء أكانت ميسرة أم معسرة، هو الاستهلاك الرشيد والمعتدل في جميع الأمور، دون إسرافٍ أو تقتير، ودون إفراطٍ أو تفريط. فالله سبحانه وتعالى يأمر عباده إلى المنهج الوسط والمعتدل في كل شأنٍ من شئون حياتهم، بما في ذلك الأكل والشرب مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وكُلُوا واشرَبُوا ولا تُسرِفُوا، إنَّه لا يحب المُسرِفين﴾ الأعراف 31.

ودخول شهر رمضان الفضيل، شهر الخير والبركات وتعظيم الحسنات ومضاعفة الأجور، هو مناسبة طيبة يجب أن لا نُفَوتها على أنفسنا ونقوم فوراً في البدء في تطبيق مثل هذه الممارسات التي لها بعداً بيئياً كبيراً يتمثل في خفض إنتاج المخلفات وتقليل العبء على مواقع دفنها، كما يؤجر فيها المسلم عند القيام بها، ويتضاعف الأجر أضعافاً كثيرة في شهر الكرم والغفران والبركات.

فمن أهم هذه الممارسات التي تنكشف بشكلٍ ملموس ومشهود في شهر رمضان هو شراء وطبخ المواد الغذائية فوق حاجة العائلة وقدرة العائلة على الاستهلاك، وبخاصة أثناء الفطور. فموائد الإفطار عادةً ما تكون عامرة بألذ أنواع المقليات والحلويات، ومع الأسف أن معظم الأكل الموجود على المائدة يجد مصيره في سلة المخلفات، ويشكل ثقلاً كبيراً على البيئة وعلى الدولة.

فالمطلوب من المسلم في كل الأيام والشهور هو الاعتدال والتوازن والوسطية في كل شيء يقوم به.. اعتدال في الأكل والشرب، واعتدال في العبادة، واعتدال في العمل، واعتدال في الإنفاق، واعتدال في استهلاك الكهرباء، واعتدال في استهلاك الماء، حتى تصبح الوسطية هي منهج حياة المسلم، والاعتدال هو سلوكه اليومي، وليكن شهر رمضان هو بداية الانطلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق