نصائح للحكومة البريطانية

الحكومة البريطانية ممثلة في إعلامها الرسمي وشبه الرسمي كالـ بي بي سي، دائماً تتدخل في الشئون الداخلية للدول، وتُوعظ الحكومات والأمم والشعوب، وبخاصة في الدول النامية، وتُقدم لهم النصائح والتوجيهات، وترشدهم إلى الطرق الحضارية في التعامل السليم والإنساني وإدارة المظاهرات والاحتجاجات التي قد تقع في هذه الدول.

والآن جاء دورنا لنعظ الحكومة البريطانية والشرطة في كيفية التعامل مع المظاهرات الشعبية العارمة التي تغطي مدناً بريطانية عدة.

أولاً: يجب استخدام اللهجة السياسية واللغة السلمية عند مخاطبة هؤلاء الشباب المتظاهرين الذين يطالبون سلمياً ببعض المطالب التي تخص معيشتهم ووضعهم الاقتصادي المتدهور، لا أن نستخدم لهجة التهديد والوعيد ونصفهم بالمجرمين ومثيري الشغب وإحالتهم للعقاب الرادع الذي يستحقونه، كما فعل ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي قام بتهديد وإرهاب الشباب المتظاهرين الذين يمارسون حقهم الشرعي فيُعبرون عن آرائهم وينفسون عن أنفسهم، كما أكد بأنه سيتخذ كافة الوسائل لإعادة الأمن والاستقرار للشارع البريطاني.

ثانياً: على الشرطة البريطانية أن تمارس ضبط النفس في إدارتها للمظاهرات وتتبع المعايير الحضارية الدولية التي تقنن كيفية التعامل مع المتظاهرين والمحتجين، لا أن تقوم بقتلهم، كما فعلت الشرطة البريطانية بإزهاق نفسٍ بشرية في أول يومٍ من الاحتجاجات، ثم في الأيام التالية اعتقلت المئات منهم حتى أن السجون البريطانية اكتظت بهم ولا تستطيع أن تستوعب المزيد من المحتجين.

ولذلك فإن هذه التصريحات الغليظة والقاسية التي نسمعها من الحكومة البريطانية تجاه المتظاهرين، وهذه الممارسات العنيفة التي نشاهدها أمامنا من الشرطة البريطانية، لو كانت قد حدثت في دولة نامية لاهتزت وسائل الإعلام الغربية واصفةً هذه الدولة بالتخلف والرجعية وعدم احترام حقوق البشر، وبدأت في التدخل فوراً بطريقة أو بأخرى.