الاثنين، 4 يوليو 2011

النساء يلدنَ في الطريق

النساء يلدنَ في الطريق

تحول الازدحام المروري إلى آفةٍ مزعجة في معظم مدن العالم، وفي هذه المدن المريضة أصبحت قيادة السيارات معاناة يومية يصعب تجنبها، حتى أن النساء تلدن في الطرقات قبل أن تصلن إلى مستشفيات الولادة نتيجة لتفاقم أزمة شلل الحركة المرورية.

فامرأة من مدينة لستر( Leicester) البريطانية عمرها 29 عاماً، يجيئها المخاض الشديد في المنزل، وفي عجالة شديدة تُوضع في السيارة لنقلها إلى أقرب مستشفى للولادة وهو عيادة لستر الملكية(Leicester Royal Infirmary)، والتي تبعد نحو خمس دقائق بالسيارة في الأوقات العادية، ولكن هذه المرة ونتيجة للاكتظاظ المروري وازدحام السيارات في الشوارع الرئيسة وشلل حركة السيارات، طال انتظار المرأة الحامل في الطريق وهي في الدقائق الأخيرة من مخاضها العسير، وفي الثواني النهائية من الولادة، فصبرت المرأة صبراً جميلاً لعل الشلل المروري ينقشع ولعل غبار السيارات يزول من الطريق، ولكن الجنين وهو رحم أمه كان مشتاقاً إلى الخروج، ولم يتمكن من الانتظار فترة أطول، فأطل برأسه إلى الحياة الدنيا، فقام زوجها بإيقاف السيارة والاتصال بالطوارئ لمساعدته على عملية الولادة، حيث بناءً على التوجيهات والإرشادات التي قُدمت له من المختصين في غرفة الطوارئ، بدأ بسحب الجنين ببطءٍ وهدوءٍ شديدين، حتى وضعت المرأة جنينها وهي في قارعة الطريق والناس، وهم يَمُرون ببطء في الشوارع كانوا ينظرون إلى هذا المشهد الدريماتيكي الفريد.

والجدير بالذكر أن أجهز تصوير الفيديو المثبتة في الطريق، صورت المشهد بأكمله تحت أنظار واندهاش الرجال المُشغلِّين لجهاز التصوير والمراقبين للحركة المرورية، والذين أخذوا شريط الفيديو وقدموه هدية للمرأة وزوجها.

وهكذا بلغت مشكلة السيارات ذروتها متمثلة في هذا الحدث الغريب، وانكشفت أبعاد جديدة لم تكن في الحسبان غير الأبعاد التقليدية المعروفة كالبعد الصحي، والبيئي، والاقتصادي، والاجتماعي، وتحولت قضية السيارات إلى تحدٍ كبير لكافة المسئولين في المدن يصعب حلها وإيجاد العلاج المستدام والجذري لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق