الأحد، 24 يوليو 2011

روسيا تمنع شرب البيرة

الدولة التي تشتهر بنوعٍ من أنواع الخمر وهو الفودكا(vodka)، وتعتز بشربه وبتوزيعه على دول العالم، بدأت الآن تقاسي من انتشار استهلاكه على المستوى الوطني، وتعاني من المردودات الخطرة التي ظهرت منذ سنوات على المجتمع برمته، والمتمثلة في الإدمان الشديد بين كافة الفئات العمرية، والتفكك الأسري وانهيار بنائها، وتوسع دائرة العنف والجرائم، والتدمير الصحي الذي أصاب الشباب، والخراب الاقتصادي الذي نجم عن كل هذه المظاهر الاجتماعية والصحية والأمنية.

فروسيا هي بلد الفودكا، وتحول شربه إلى عادة اجتماعية يومية تغلغلت في أوساط جميع شرائح المجتمع، فشكلت تهديداً حقيقياً لنسيج هذا المجتمع برمته، مما اضطر الحكومة إلى تقنين شربه ورفع نسبة الضرائب المفروضة عليه، أملاً في انخفاض استهلاكه مع الوقت.

ولكن في المقابل اتجه الجميع نحو استهلاك مشروب كحولي آخر هو البير(beer)، الذي يحتوي أيضاً على نسبة عالية من الكحول ويباع للجميع من أطفال وشباب وشيوخ، ويمكن شراؤه في كل الأوقات وفي كل مكان، حتى في الأكشاك الموجودة في الطرقات.

ولذلك انتشر شرب البير إلى درجة كبيرة سبب فيها المشكلات نفسها التي نجمت عن شرب الفودكا، مما اضطر البرلمان الروسي إلى اتخاذ مواقف حاسمة وحازمة لمواجهة هذه الظاهرة التي أصبحت تـهدد المجتمع الروسي مرة ثانية، وقام الرئـيس الـروسي ديمتري ميدفوف(Dmitry Medvedev) في 21 يوليو بالتوقيع على قانون البير(beer bill) الذي يهدف إلى خفض درجة انتشار شرب البير، وتقليل الانعكاسات السلبية التي تنجم عنه من خلال اتخاذ إجراءات محددة هي منع بيع وشرب البير في كافة المرافق العامة، كمحطات النقل العام، والمتنزهات والحدائق، والصالات والملاعب الرياضية، إضافة إلى تقنين أوقات وأماكن بيعه ومنع الإعلان والدعاية له في كافة وسائل الإعلام واللوحات الإعلانية.

كما أن القانون الجديد يغير تصنيف البير من مادة غذائية يمكن شراؤها في أي وقت وفي أي مكان إلى مشروب كحولي يضر بصحة الإنسان والمجتمع.

وإنني أتساءل: إذا كانت المجتمعات توقن بخطورة الخمر والأضرار الصحية التي تنجم عنه، وتعاني يومياً من التهديدات التي يمثلها للمجتمع برمته، فلماذا لا تقوم بمنعه كلياً؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق