الاثنين، 25 يوليو 2011

سفاح النرويج وازدواجية المعايير

في يوم الـجمـعة المـوافق 22 يوليو قام رجل إرهابي نرويجي يمينـي متطرف اسمه
(Anders Behring Breivik) بتفجير بنايةٍ حكومية في العاصمة النرويجية أوسلو، ثم إطلاق النار بشكلٍ عشوائي على مخيمٍ للشباب في جزيرة أوتويا(Utoya) شمال أوسلو، وكانت المحصلة النهائية للقتلى مئة نرويجي والكثير من الجرحى والمصدومين.

وبعد القبض عليه واعترافه بقيامه بهذه المذبحة الجماعية، لم يبد أي أسفٍ، أو يقدم اعتذاراً لما ارتكبته يداه، وإنما وصف ما قام به قائلاً: "إنه عمل ضروري"!

وتصورا معي الآن لو كان المجرم هنا مسلماً، فستكون ردة الفعل كما يلي:

أولاً: دول العالم قاطبة، وعلى رأسها أمريكا ودول أوربا ستستنكر بلهجةٍ شديدة هذه المذبحة، وتصف الشخص بـ "الإرهابي المسلم"، في حين أن هذا الشخص السفاح الذي اعترف بالمجزرة البشعة التي قام بها لا يوصف الآن بـ "المسيحي".

ثانياً: ستقوم وسائل الإعلام الغربية الرسمية وغير الرسمية وتتبعها بعض وسائلنا الإعلامية بوضع "الإسلام"، وليس الشخص الذي قام بالجريمة في قفص الاتهام، وتَتهم الإسلام بأنه دين الإرهاب والعنف والقتل، في حين لا نرى وسائل الإعلام الآن تضع "المسيحية" في قفص الاتهام، علماً بأن مرتكب المذبحة هو "مسيحي ويميني".

ثالثاً: ستكون هناك دعوة في النرويج وسائر الدول الغربية بملاحقة جميع المسلمين واعتبارهم قتلة ارهابين ويجب معاقبتهم جماعياً وطردهم من أوروبا، فهم غير متسامحين ولا يستطيعون التعايش مع الآخرين.

رابعاً: ستتهم وسائل الإعلام الغربية الرسمية وغير الرسمية وتتبعها بعض وسائلنا الإعلامية القرآن الكريم بأنه يحتوي على آياتٍ تدعو إلى الاعتداء على الناس وقتلهم وإرهابهم، ولذلك لا بد من إخفائها وتغيير المناهج الدراسية على كافة المستويات لتَكوينِ مواطنين لا يَحْملون أفكاراً متطرفة وإرهابية. وفي المقابل لا نجد من يدعو الآن إلى تغيير الإنجيل والكتب المسيحية المقدسة والمناهج المدرسية التي كَونَّتْ وشَكلتْ أفكار وآراء السفاح النرويجي المسيحي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق