الخميس، 21 يوليو 2011

بَلَدْ المليون جمعية!

كُنَّا في الماضي القريب نفتخر ونعتز بأن البحرين هي بلد المليون نخلة، فكانت تشتهر على المستوى الإقليمي بهذه السمعة الطيبة وبما فيها من بساتين غناء كثيفة بالنخيل الباسقات، وعيون في البر والبحر ماؤها عذب فرات، وتنوع الأحياء التي تعيش في كنفها.

والآن بعد أن ذهبت عنَّا هذه الصفة والميزة الجميلة، أخذت البحرين تشتهر بأنها أيضاً بلد المليون، ولكن في هذه الحالة أَطلقتُ عليها منذ سنوات ببلد “المليون جمعية”، فلَعلَ هذه الصفة الجديدة تُغنينا عن ما فقدناه من أن نكون بلد “المليون نخلة”.

ففي كل يوم أفتح صحيفة من صُحفنا، وإذا بي أقرأ عن ولادة وإشهار جمعية جديدة، وبعد فترة من هذا الإشهار لا أكد أسمع أو أقرأ عن أي برنامجٍ أو نشاط لهذه الجمعية، وكأنها دخلت في مرحلة البيات السنوي الدائم، وانتهت أعمالها وأهدافها بعد إشهارها.

وإذا قُمنا بدراسة عن عدد الجمعيات في البحرين بالنسبة لعدد السكان، وقارنا هذا العدد مع دول العالم، لوجدنا بدون أدنى شك بأن البحرين ستتصدر القائمة بالنسبة لعدد الجمعيات للسكان، وربما ستحصل على أعلى نسبة على المستوى العالمي!

وإذا قمنا بدراسة أخرى سريعة حول أهداف هذه الجمعيات، ثم أجرينا مقارنة لهذه الأهداف، لوجدنا أن هناك تطابقاً في الأهداف بين الكثير من الجمعيات، أو في الأقل تشابهاً كبيراً في أهدافها وبرامجها وأنشطتها.

لقد وصلنا ليس إلى حالة التشبع في أعداد الجمعيات فحسب، وإنما إلى حالة فوق التشبع، ولذلك ألا يمكن دمج بعض هذه الجمعيات مع بعض، كما حصل في السنوات الماضية بالنسبة للأندية الرياضية، لكي تكون هذه الجمعيات أكثر فاعلية في أدائها، وأكثر خدمة للمواطنين، وأشد تأثيراً عند القيام بأنشطتها العامة، وأقل كُلفة في إدارتها وتشغيلها؟

وسأترك الإجابة للقائمين على هذه الجمعيات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق